السياحة المحافظة في تركيا ، نوع جديد أُضيف لقطاع السياحة التركية.. وقد لقي اهتماماً بالغاً وشهد إقبالاً فئات واسعة عالمياً بشكل عام، وعربياً على وجه الخصوص، من هواة السفر والجولات السياحية في إطار الضوابط الشرعية..
وهو ما وجدوه في الظروف التي وفرها هذا النوع من السياحة، الذي عرف أيضاً بمصطلح السياحة الحلال.
ماذا يقصد بالسياحة المحافظة؟
قد يبدو مصطلح السياحة المحافظة غريباً نوعاً ما، خاصة لدى أهل الأسفار المتعددة؛ إلاَّ أنَّ هذا النوع من السياحة قد خُصص تحديداً للمسلمين الذين يحرصون على الالتزام بأوامر الشرع، والوقوف عند حدوده أثناء رحلاتهم السياحية، ويحرصون على عدم تجاوزها خاصة عند الإقامة والطعام والترفيه.
وقد يتنامى إلى ذهن البعض أن السياحة المحافظة هي ما تعنيه السياحة الدينية، إلا أن هناك فرقاً جوهريّاً يجعلها بعيدة كل البعد عن السياحة الدينية، وهو أن الأخيرة تعني زيارة الأماكن الدينية والمقدسة فقط؛ أي أنه في الحقيقة لا علاقة تربط بين النوعين.
لماذا هذا الاهتمام بالسياحة المحافظة في تركيا ؟
تُعنى الحكومة التركية بقطاع السياحة المحافظة الذي استحدثته بشكل خاص للفئات المسلمة التي تفضل هذا النوع، حيث تعمل على وضع خطط واستراتيجيات ملائمة في هذا الصدد.
وينبع الاهتمام بهذا القطاع السياحي الجديد، من واقع التوقعات التي تشير إلى وصول أعداد المسلمين في العالم إلى مليارين و200 مليون نسمة بحلول عام 2030، مما يسهم في ازدهار هذا النوع من السياحة بنفقات تصل لملايين الدولارات.
كما أن تركيا تحتل مرتبة متقدمة في قطاع السياحة لدى الدول المسلمة، لاسيما دول منظمة التعاون الإسلامي، نظراً لتهيئتها ظروفاً سياحية تلائم المسلمين، فضلًا عن أولويتها لدى المسلمين كوجهة سياحية محافظة.
وعلى الرغم من أن ضوابط وقوانين السياحة المحافظة لم تحدد بعد، فإن هناك أرقاماً وإحصائيات تشير إلى وجود 299 منشأة على الأقل في تركيا، تعمل بمفهوم الفنادق صديقة المسلمين، 47 منها تقدم خدمة الفنادق الحلال، و252 الباقية فنادق لا تقدم مشروبات كحولية إطلاقاً في جميع مرافقها.
مدن سياحية محافظة في تركيا
اشتهرت بعض المدن التركية باهتمامها بالسياحة المحافظة وتوفير الظروف الملائمة للسياح المسلمين في جميع تفاصيل الرحلة السياحية، والتي ذاع صيتها ليس فقط على صعيد الجمال الطبيعي الأخاذ، بل أيضاً باهتمامها بالمعايير والثقافات المشتركة.
المنتجعات السياحية في أنطاليا
عرفت بعض المنتجعات السياحية في مدينة أنطاليا (جنة السياحة في تركيا)، بتخصيصها عدداً من المنتجعات التي تتوافق مع ظروف السياحة المحافظة، والتي وفرت مسابح مغلقة خاصة بالنساء، كما قدمت مأكولات تتوافق مع متطلبات الشرع.
وتعرف أنطاليا بالمنتجعات الغنية بالثقافة التركية، والتي تحتوي فنادق ومنتجعات مذهلة، ومتوافقة مع ضوابط الشريعة الإسلامية بالوقت ذاته. وهي أكبر مدينة على ساحل غرب البحر المتوسط التركي.
السياحة في طرابزون
تتمتع مدينة طرابزون السياحية بشهرة واسعة في مدن السياحة الأولى التي يتوجه إليها السياح عند قدومهم إلى تركيا، لاسيما السياح العرب وأهل الخليج العربي؛ نظراً لجمال طبيعتها الأخَّاذ، وأجوائها الربيعية الباردة، وغناها بالأماكن السياحية ساحرة الجمال، لذلك هي الوجهة الأولى للسياح الأجانب والعرب.
وتعرف طرابزون ببحيرة أوزنجول التي تعكس جمال الطبيعة الخلاب، فضلاً عن معالم مدينة وقرى محافظة طرابزون الأخرى..
ويمكن اعتبار مدينة طرابزون من المدن التركية الأولى التي تدعم السياحة المحافظة، وتهيأ الظروف أيضاً للسياحة وفق الضوابط الدينية، وهو ما يفسر إقبال العرب للتملك العقاري فيها أيضاً، كمصيف رائع، وأسعار عقارات منافسة، وبيئة شعبية قريبة للعادات والتقاليد العربية.
وفي السنوات الأخيرة، يلاحظ إقبال متزايد من السياح المسلمين، وحرص على قضاء معظم عُطلهم القصيرة والطويلة في تركيا..
وعلى الرغم من عدم وضع أطر قانونية ثابتة بعد وضوابط للسياحة المحافظة، لكن هذه الدلائل تشير إلى أن تركيا دولة ملائمة للسياحة الحلال المحافظة المتوافقة مع الشرع الإسلامي؛ فأهلاً بكم في تركيا.. جنة الأرض.
تحرير: مُدن العقارية ©