هل أشتري العقار في تركيا الآن ؟

في ظل تقلبات أسعار الصرف وانعكاساتها على اقتصاد تركيا بشكل عام، يتساءل مهتمون عما إذا كان الوقت مناسباً الآن للتفكير بشراء العقار في تركيا.

لمحة عن سوق العقار في تركيا

تميز العقد الأخير، بنهضة كبرى في القطاع العقاري في تركيا، ومن خلال استقراء السوق، يبدو لنا أن الأمر لم يكن وليد المصادفة..

وإنما نتيجة تخطيط مدروس، جعلت منه ركيزة قوية، وحجر أساس داخلي؛ كما استهدف جذب استثمارات خارجية إلى هذا القطاع، جعلته يتبوأ مكانة قيادية في خطط التنمية الاقتصادية، ومصدراً لتدفقات العملات الصعبة.

تجلى ذلك من خلال الدعم والإشراف الحكومي المباشر على عدد من المشاريع العقارية الكبرى، ومشاريع التطوير الحضري، وخطط التقسيط المديد لعشرين عاماً أحياناً!

وتوجت مؤخراً، بإصدار قرار تعديل قانون الجنسية التركية مقابل استثمار، حيث تم تخفيض الحد الأدنى للاستثمار العقاري من مليون دولار في القانون القديم، إلى 250 ألف دولار فقط، في قانون التجنيس التركي الجديد، الصادر في العام 2018.

هل تعصف الأزمات بالنمو الاقتصادي التركي؟

يتعرض الاقتصاد الثامن عشر، بين أقوى اقتصاديات العالم، بناتج محلي يتجاوز 900 مليار دولار، يمثل فيه القطاع العقاري نسبة الخمس من إجماليه..

يتعرض لأزمة جديدة وهبوط كبير لعملته المحلية “الليرة التركية”، إذ فقدت العملة نحو 35% من قيمتها في آخر 12 شهراً فقط!

وبالرغم من تنوع الصعوبات السياسية المحلية والإقليمية، وجسامة الأزمة الصحية العالمية، وانعكاسات ذلك كله على شكل مشكلات اقتصادية متلاحقة..

لا يزال الاقتصاد التركي صلباً متماسكاً، بل لقد شهدت قطاعات منه نمواً كبيراً، وطفرات غير مسبوقة، كمثلِ القطاع العقاري التركي!

هل تأثر القطاع العقار في تركيا بتذبذب أسعار الصرف؟

الإجابة ببساطة هي لا! ففي الوقت الذي انخفضت قيمة الليرة أمام الدولار، إلى أكثر من الضعف خلال سنوات، فإن أسعار العقارات لم يلحقها الارتفاع بالنسبة ذاتها.

ذلك أن القطاع العقاري التركي قائمٌ أساساً على استثمارات الأتراك بالليرة التركية، وكون عملتهم خاضعة لمقتضيات الاقتصاد الحر والعرض والطلب في الأسواق العالمية، فإن ذلك لا يكاد يؤثر على سلعهم المحلية، وعلى رأسها العقار بالتأكيد.

وغني عن القول: إن الاستثمار في العقار هو استثمار طويل الأجل، فربح العقار بالانتظار كما يقول بعضهم.

هل من الحكمة الدخول في السوق العقار في تركيا الآن؟

أما والحال كذلك، فمن كانت مدخراته بالدولار مثلاً، فهذا هو أمثل وقت لدخول سوق العقار في تركيا، والاستفادة من التسهيلات الحكومية، وفرصة الحصول على الجنسية التركية وجواز السفر التركي القوي.

وهي تسهيلات لها أهدافها الاقتصادية المخططة، وقد لا تدوم لفترة طويلة، بل من شبه المؤكد عودة الحد الأدنى للاستثمار مقابل الجنسية التركية إلى سابق عهده، بعد فترة لن تطول في الغالب.

جدير بالذكر، إن الاستفادة من شراء العقار في تركيا تمتد لبضع سنوات، في حين يجد المتابع للأزمات التي يمر بها الاقتصاد التركي أنها – وعلى حدتها – لا تطول!

كما يغذي ارتفاعُ الطلبِ، النموَ العقاري، وللمفارقة فإن كل عقار مباع لمستثمر أجنبي في تركيا، يعطي ثقة للسوق الإقليمية بصلابة الاقتصاد التركي أكثر، وكونه بديلاً حقيقياً آمناً للمستثمرين ورؤوس أموالهم.

هل يستفيد الأجانب من انخفاض سعر الليرة؟

وإن شئت الإنصاف، فقد منح هذا الانخفاض الكبير في سعر صرف الليرة أمام العملات الصعبة، أفضلية للمستثمرين الأجانب..

فمن كان يمتلك دولاراً واحداً منذ أمد قريب، كان يأخذ مقابله 3 ليرت ونصف، وهو اليوم يستطيع صرف دولاره ذاته، مقابل أقل من 8 ليرات بقليل!

أي أن 100.000 دولار اليوم، كفيلة بشراء ضعف عدد العقارات في مركز مدينة طرابزون مثلاً، مقارنة بأسعار الدولار قبل سنوات.

أما من اشترى العقار في تركيا عام 2013 على سبيل المثال، ويود بيعه الآن، فربحه بالليرة التركية قد يصل إلى 100% نتيجة فرق السعر بين تاريخ الشراء والبيع.

وإن كنت تفضل الدفع بالتقسيط، فقسطك الثابت بالليرة التركية، قد يؤدي لحصولك على العقار ذاته بسعر أقل من السعر النقدي بنحو 30%، نتيجة لارتفاع أسعار الصرف على أساس سنوي.

وقد تتضاعف أرباحك إذا قررت الشراء في مشروع لا يزال قيد الإنشاء في بدايته، حيث يكون المطور في أمس الحاجة للسيولة النقدية..

ويمكن للمستثمر هنا الحصول على عروض قيمة حقاً، يقطف ثمارها على شكل أرباح كبرى عند بيع العقار الجاهز، مقارنة بالأقساط التي دفعها مقابل شراء عقار على الخريطة.

أما مشكلة الموثوقية أو كما يحلو للبعض التساؤل: كيف أشتري سمكاً بالماء؟ فحلها بسيط من خلال معايير واضحة..

منها مثلاً دراسة تمويل البنوك للمشروع. كما تعد شراكة “مؤسسة الإسكان التركية”TOKI  ضماناً حكومياً قوياً، لأنها تضمن إكمال المشروع في حال تعثر المطور أو المقاول.

وأخيراً تعرض كثير من المشاريع قيد الإنشاء، إمكانية حصول المشتري على صك الطابو “سند الملكية” مباشرة.

ويستفيد من جميع مزاياه مثل إمكانية التقديم للحصول على الجنسية التركية فوراً، كما يربح من بيعه بعد التسليم بسعر العقار الجاهز، فيكسب الجنسية، ويكسب الاستثمار!

وكيفما حسبتها، فأنت الرابح، سواء بتدوير رأس المال، أو الحصول على جواز سفر ذي تصنيف عالمي متقدم، أو الإقامة في واحد من أجمل بلدان الدنيا، أو حتى الاستفادة من أفضلية شراء العقار في تركيا بالتقسيط بالليرة التركية، وبيعه نقداً بالدولار، فماذا تنتظر بعد؟

تحرير: مدن العقارية ©

المصدر: موقع ميدان.